الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 29 ديسمبر 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دروس للحياة
أما الأرامل الحدثات فارفضهن، لأنهن متى بطرن على المسيح يُردن أن يتزوجن. ولهن دينونة لأنهن رفضن الإيمان الأول ( 1تي 5: 11 ،12)
يتحدث هذا الفصل (1تي5) عن وضع الأرامل في كنيسة الله، والمساعدة الواجبة لهن. وعلينا أن نتذكر كيف كانت الظروف السائدة في ذلك الوقت قاسية للغاية بالنسبة للأرامل، الأمر الذي تغير كثيراً إلى الأحسن في ظل نُظم التأمينات والمعاشات، ومع ذلك فإن الفصل مليء بالدروس الروحية لنا أيضاً.

يطلب الرسول بولس من تيموثاوس ألاّ يُدرج الأرامل الحَدَثات في سجلات الكنيسة لتتولى الكنيسة تدبير إعاشتهن (وهو المُعبر عنه في النص بالقول ارفضهن). ويوضح الرسول سبب ذلك في الأعداد 11-13. فالسبب الأول أنهن بعد أن يتم تسجيل أسمائهن في سجلات الكنيسة باعتبارهن أرامل، وضعن ثقتهن على الله وحده لتدبير معيشتهن، واكتفين بالعيشة لأجل المسيح وخدمته، قد يتعرضن للرغبة في الزواج مرة أخرى، وفي هذه الحالة سيجلبن الدينونة على أنفسهن لأنهن بذلك يكن قد رفضن الإيمان الأول.

وعبارة "رفض الإيمان الأول" تفيد أن هؤلاء الأرامل في بداية التجربة التي تعرضن لها قبلنها من الرب معتبرين أن الوقت مقصر. لكنهن مع الوقت (ونظراً لحداثة سنهن) فقدن تلك النظرة الواثقة إلى المسيح. وإذ تتحول النفس عن البساطة والاكتفاء بالمسيح، فهذا يقود النفس إلى ما هو أبعد جداً (ع15). فمع زيادة الرغبة في الزواج يتعرضن لتجربة التضحية بالولاء للمسيح فيقبلن أزواجاً وثنيين أو غير مؤمنين.

والسبب الثاني أن مساعدة الكنيسة لهن ستؤدي بهن إلى عدم العمل، وهذا يعرضهن لتجربة من نوع آخر إذ يطفن البيوت لينقلن القيل والقال (ع13). وهو درس هام لنا جميعاً، إذ أن مدنية العصر الحاضر جعلت أوقات الفراغ كبيرة ولا سيما للأخوات في البيوت. ووقت الفراغ، بصفة عامة، ما لم يُحسَن توجيهه لخدمة الرب والصلاة، قد يتحول إلى نقمة للشخص لا بركة. فالوقت الذي يضيع في الأحاديث التليفونية العاطلة يتحول وبالاً على الشخص لأن "كثرة الكلام لا تخلو من معصية" ومثله طبعاً الوقت الذي يضيع في الجلسات أو القراءات أو المشاهدات العاطلة.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net